أكدت الهيئة العامة للبيئة اليوم الثلاثاء حرصها على إعادة تأهيل البيئة الكويتية من خلال استكمال مشاريعها الخليجية الخاصة باستزراع نباتات (القرم) بالتعاون مع سلطنة عمان الشقيقة.
وقال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة الدكتور عبدالله الزيدان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إنه التقى في زيارة إلى سلطنة عمان أخيرا المدير العام لصون الطبيعة في هيئة البيئة العمانية سليمان الأخزمي وأعرب له عن “التقدير لعطائهم الدائم والمستمر ولجهودهم المبذولة لتحسين الأوضاع البيئية محليا وخليجيا”.
وأضاف الزيدان أن الزيارة جاءت استمرارا للتعاون الخليجي في المجالات البيئية ومساهمة هيئة البيئة العمانية في تزويد الكويت ببذور نباتات (القرم) التي نجحت الهيئة باستزراعها منذ العام 2018 من خلال التعاون بين الجانبين.
وأوضح أنه تم خلال الزيارة تزويد الكويت بألفي بذرة من نباتات (القرم) تولت هيئة البيئة العمانية جمعها وتوفيرها خلال هذا الموسم ليتم استكمال زراعتها وتأهيلها في مختبرات هيئة البيئة الكويتية ثم نقلها واستزراعها في محمية الجهراء.
وذكر أنه تم أيضا الاطلاع على جهود سلطنة عمان من خلال زيارة محمية (القرم) في مسقط والالتقاء برئيس قسم بيئات الأراضي الرطبة بدر البوسعيدي الذي أفاد بأنه تم إعلانها محمية طبيعية العام 1975 وتعد أول موقع تم تسجيله في اتفاقية (رامسار) للأراضي الرطبة حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 5775ر104 هكتار.
وأشار الزيدان إلى أن محمية (القرم) العمانية تتكون من غابات طبيعية يوجد بها صنف واحد من أصناف أشجار (القرم) الطبيعية وهو (Avicenna Marina) الوحيد الذي لديه القدرة على التأقلم مع الوضع المناخي للبيئة هناك.
ولفت إلى أن هذه المحمية لعبت دورا رئيسيا في جهود إعادة التأهيل التي قامت بها هيئة البيئة لإعادة أشجار (القرم) في السلطنة منذ عام 2000 من خلال البرنامج الوطني لاستزراع أشجار القرم للحفاظ على التنوع الاحيائي وتعزيز مفهوم السياحة البيئية.
وقال إنه تمت خلال الزيارة أيضا مناقشة العديد من المواضيع حول سبل تعزيز التنمية البيئية المستدامة وإثراء استزراع نباتات (القرم) التي كانت موجودة قبل 80 سنة في شمال سواحل جون الكويت إذ أدت النشاطات البشرية الخاطئة من احتطاب ورعي جائر إلى انقراضها.
وأكد ان خطوة استزراع هذه النباتات تأتي للتصدي وللتكيف مع الظروف المناخية العالمية إذ تساهم (القرم) بتخفيض معدلات ثاني أكسيد الكربون ثلاث إلى خمس مرات أكثر من الغابات الاستوائية وتخلق موائل طبيعية للأسماك والقشريات والطيور.
وذكر الزيدان أن (القرم) تعمل على حماية السواحل من التآكل وعلى تنقية مياه البحر كما يحقق استزراعها التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية التي تواجهها الكويت.
وبين أنه تم البحث كذلك حول أفضل سبل التعاون بين البلدين لتحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على مواردها الطبيعية بما يتماشى مع تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة للكويت وتطبيق التزامات الاتفاقيات الدولية بمجالات التغير المناخي والحفاظ على التنوع الأحيائي التي صادقت عليها الدولتان.
وأعرب عن الشكر للمدير العام لصون الطبيعة في هيئة البيئة سليمان الأخزمي ومساعد المدير العام في الهيئة الدكتورة ثريا بنت سعيد السريرية وخبير القرم بسلطنة عمان بدر البلوشي “على تعاونهم المستمر مع دولة الكويت وتزويدها بنباتات (القرم) وبحث أفضل الحلول البيئية المستدامة في ظل تأثير التغيرات المناخية العالمية”.