أكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير ناصر الهين اليوم الاحد أن المجموعة العربية والإسلامية إضافة الى الصين ونياكارغوا وفنزويلا نجحت رغم كل الصعوبات في تمرير قرار برفع مستوى تمثيل فلسطين داخل منظمة الصحة العالمية بدلا من وضعها السابق كدولة مراقب.
وقال السفير الهين في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في ختام أعمال الدورة ال77 لجمعية الصحة العالمية إن القرار حصل على تأييد 101 دولة فيما عارضته خمس دول مثمنا في الوقت ذاته القرار الذي اتخذته اخيرا أربع دول أوروبية وهي إسبانيا والنرويج وايرلندا وسلوفينيا بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967. وأوضح أنه بموجب هذا القرار أصبحت دولة فلسطين تحظى بالعضوية وتمارس كل حقوقها داخل منظمة الصحة العالمية باستثناء حق التصويت حيث سيكون لها مقعد بين الدول الأعضاء وسيحق لها تقديم المقترحات والتعديلات والحق في أن تنتخب لعضوية مكتب الجلسة العامة واللجان الرئيسة لهذه المنظمة.
وفي هذا الصدد أشار السفير الهين إلى مزاعم الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته المتكررة في جميع الاجتماعات السنوية لتسييس عمل المنظمة ومحاولة تقنين وتبرير الأعمال الإجرامية والمجازر التي يرتكبها باستمرار بحق المنشآت والكوادر الصحية في غزة.
وأكد ان الدول العربية تصدت لهذه المزاعم ونجحت بالتعاون مع الدول الاسلامية في تقديم فقرات جديدة تم اعتمادها في القرار الخاص بالمساعدات المقدمة الى فلسطين والأراضي المحتلة في الجولان وبما يدحض مزاعم الاحتلال الإسرائيلي المتكررة.
كما أكد السفير الهين ان دولة الكويت كانت من بين الدول العربية التي بذلت جهودا حثيثة لحشد التأييد لهذه القرارات الخاصة بفلسطين ونجحت فعلا في قبولها. وفيما يتعلق بموقف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس ثمن الهين مواقف المنظمة ومديرها العام.
ولفت الى أنه قدم تقريرا مفصلا حول الوضع الصحي في غزة حمل فيه الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية ما يحدث وطالبه بإنهاء الحرب على غزة معتبرا ان مسؤولية إيقاف الحرب تقع على عاتق الاحتلال. ومن جهة اخرى اعرب السفير الهين عن استنكاره الشديد لما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي وبعض الدول الأخرى من “تسييس ممنهج لعمل منظمة الصحة العالمية وإخراجه عن صبغته الصحية الانسانية” لافتا الى ان “مؤتمرات المنظمة مكرسة للبحث في قضايا فنية تهم صحة الانسان ولا علاقة لها بالسياسة”.
وأضاف ان “المجموعة العربية ومن ضمنها الدول الخليجية بالإضافة الى المجموعة الإسلامية قامت بدور نشط لفضح ممارسات الاحتلال وتبيان أن ما يقوم به يشكل مخالفة سافرة للقانون الدولي”. كما أعرب السفير الكويتي عن سعادته بإنتخاب دولة الكويت لمنصب المنسق الإقليمي الصحي لشرق المتوسط بإجماع 22 دولة مشيرا إلى ان مهمة المكتب الإقليمي ومقره القاهرة تتمثل في تنسيق مواقف الدول الأعضاء في اجتماعات منظمة الصحة العالمية من خلال منسقها الإقليمي الصحي الدكتور عبدالرحمن القشعان. واعتبر السفير الهين أن “اختيار دولة الكويت لهذا المنصب يعكس ما تحظى به من تقدير دولي عال نظرا لما تقوم به من أجل الصحة على المستويين الاقليمي والدولي اذ انها كانت دائما سباقة في معالجة الملفات الصحية التي تشتد الحاجة الى الاهتمام بها خاصة في ظل ظروف حرب الإبادة الجماعية على غزة”.
يذكر ان قرارات منظمة الصحة العالمية تتخذ من قبل (جمعية الصحة العالمية) التي تعتبر اعلى جهاز في المنظمة التي تعقد اجتماعها السنوي بمقرها في مدينة (جنيف) السويسرية في شهر مايو من كل عام. وتعقد اجتماعات (جمعية الصحة العالمية) في دورتها ال77 خلال الفترة من 27 مايو إلى الأول من يونيو تحت شعار (الجميع من أجل الصحة و الصحة من أجل الجميع).
وشارك وفد دولة الكويت في أعمال الدورة ال77 بوفد ترأسه السفير ومندوب الكويت الدائم في جنيف ناصر الهين وعضوية وفد من وزارة الصحة برئاسة الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور المنذر الحساوي ورئيس قسم المنظمات الدولية الدكتور محمد الفريح اضافة الى الدكتور عبد الرحمن القشعان الملحق الصحي للمنظمات الصحية الدولية في جنيف.