عبر عقود طويلة سجل التاريخ في صفحاته عناوين نيرة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية كتبت بخط الوحدة الصلب وبروح الروابط المشتركة لتعزز في ظل قيادتي البلدين أواصر المحبة ووشائج الاخوة والتقارب الرسمي والشعبي ووحدة المصير.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى المملكة اليوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ تعيين سموه وليا للعهد لتؤكد متانة وامتداد هذه المسيرة الطويلة من العلاقات الثنائية وتفردها والسمات المشتركة بين البلدين.
ولسمو ولي العهد مسيرة حافلة من الإنجازات استمرت نحو أربعة عقود استطاع خلالها تعزيز مكانة دولة الكويت في المحافل الإقليمية والدولية ودفع عجلة التنمية فيها.
وتوجت هذه المسيرة بصدور أمر أميري في الأول من يونيو الحالي بتزكية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وليا للعهد تلاه في الثاني من يونيو أمر أميري بتعيين سموه وليا للعهد.
وشهدت حياة سمو ولي العهد السياسية محطات بارزة وعلامات فارقة أسهمت بشكل كبير في رسم ملامح العمل الدبلوماسي الكويتي وتحديد مسارات التعاطي مع مختلف التحديات داخل البلاد وخارجها.
وكانت احدى هذه المحطات عمل سموه سفيرا لدولة الكويت لدى السعودية ومندوبا للبلاد لدى منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الفترة من 1995 إلى 1998 وشارك خلالها في اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وتكتسب الزيارات الرسمية بين البلدين طابعا خاصا فهي امتداد لعلاقات طويلة على مدى أكثر من 130 عاما جعلها تشكل منهجا مميزا ونموذجا نادرا في العلاقات الدولية.
وتأكيدا لهذه العلاقات المتفردة انشئ مجلس التنسيق السعودي – الكويتي في عام 2018 بعهد امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ويندرج تحت مظلة المجلس التنسيقي مجالات التعاون والعمل المشترك بين البلدين بهدف ترجمة العلاقات الوطيدة والوصول بها إلى التكامل.
ويهدف المجلس الذي وقع محضر إنشائه في عام 2018 إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وبناء منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.
وفي 5 يونيو 2021 عقد الاجتماع الأول لـ”مجلس التنسيق السعودي – الكويتي” بتوجيهات الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير الكويت وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وفي 3 من يونيو الحالي عقد المجلس اجتماعه الثاني بالكويت في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح حفظه الله وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لتعزيز لعلاقات البلدين الأخوية الراسخة وللتعاون القائم في جميع المجالات والأصعدة.
ونتج عن اجتماعات اللجان الفرعية للاجتماع التنسيقي إقرار 50 مبادرة من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات والدفع بعلاقات البلدين لآفاق أرحب.
وينبثق عن المجلس التنسيقي خمس لجان فرعية هي لجنة التنسيق السياسي والقنصلي والرعايا ولجنة التنسيق العسكري والأمني ولجنة التنسيق في مجالات الثقافة والإعلام والسياحة والتنمية الاجتماعية ولجنة التنسيق في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والصناعة ولجنة التنسيق في مجالات الاستثمار والبيئة والبنى التحتية.